تُعد تمارين العضلات حسب طريقة باولا من الأساليب العلاجية الحركية غير التقليدية التي تنطلق من فهم عميق للعلاقة بين الجسم والجهاز العصبي. تعتمد هذه الطريقة على تنشيط العضلات الدائرية في الجسم، وهي العضلات التي تعمل عادة بشكل لا إرادي، مثل عضلات الفم، العينين، الشرج، والمصرة البولية، بهدف تحسين الأداء الوظيفي للجسم ككل وليس عضلة بعينها فقط.
تتميّز طريقة باولا بأنها لا تركز على القوة العضلية أو المظهر الخارجي، بل تهدف إلى إعادة التوازن العصبي العضلي، وتحفيز الجسم ليستعيد قدرته الطبيعية على التنظيم الذاتي والحركة السليمة.

ما هي طريقة باولا في تمارين العضلات؟
طريقة باولا (Paula Method) تُعرف أيضًا باسم تمارين العضلات الدائرية، وهي تقوم على مبدأ أن العضلات الدائرية في الجسم مترابطة عصبيًا، وأن تنشيط عضلة دائرية معينة قد يؤدي إلى استجابة تلقائية في عضلات أخرى بعيدة عنها.
تعتمد هذه الطريقة على:
-
تشغيل عضلات تُستخدم يوميًا بشكل وظيفي (كالفم والعينين).
-
السماح للجسم بإحداث ردود فعل لا إرادية.
-
تقليل التدخل العقلي المفرط أثناء التمرين.
-
احترام القوانين الطبيعية لحركة الجسم.
هذا الأسلوب يجعل التمارين مناسبة لمختلف الأعمار والحالات، بما في ذلك الأطفال وكبار السن.
مستويات تمارين العضلات حسب طريقة باولا
أولًا: المستوى العملي
في هذا المستوى، يتعلّم الممارس إستراتيجيات حركية جديدة للتعامل مع الألم، التوتر، أو الضغط الجسدي. لا يكون الهدف هو أداء تمرين مضبوط بدقة، بل ملاحظة استجابة الجسم أثناء تشغيل عضلات دائرية محددة.
يساعد هذا المستوى على:
-
تقليل الألم المزمن.
-
تحسين الوعي بالجسم.
-
تخفيف التشنجات العضلية غير المرئية.
ثانيًا: المستوى الفكري
يركّز هذا المستوى على فهم آلية عمل الجسم، وإدراك أن للجسم ذكاءً داخليًا وقدرة على التصحيح الذاتي. مع الممارسة المستمرة، يتعلم الشخص كيفية ابتكار حركات بسيطة تناسب حالته الصحية دون الحاجة إلى تعليمات معقدة.
يزداد في هذا المستوى:
-
الوعي الجسدي.
-
الاستقلالية في التمرين.
-
الثقة بإشارات الجسم الطبيعية.
فوائد تمارين العضلات حسب طريقة باولا
تُستخدم تمارين باولا في تحسين العديد من الاضطرابات الوظيفية، ومن أبرز فوائدها:
-
تحسين التحكم في البول لدى الأطفال والكبار.
-
المساعدة في حالات الإمساك المزمن.
-
تخفيف أعراض البواسير والتشققات الشرجية.
-
تقليل آلام الظهر والرقبة.
-
تحسين وضعية الجسم والتقوس.
-
دعم الجهاز العصبي في حالات التوتر المزمن.
كما لوحظ أن هذه التمارين تُعيد للجسم أنماط حركة تشبه تلك الموجودة في مرحلة الطفولة، حيث تكون الاستجابات الحركية تلقائية وطبيعية.
العلاقة بين العضلات الدائرية والجهاز العصبي
من المبادئ الأساسية في طريقة باولا أن الفصل القسري بين العضلات أثناء التمرين قد يُضعف الاستجابة الطبيعية للجسم. لذلك، لا تشجع هذه الطريقة على إجبار الجسم على حركات محددة، بل تركز على إيقاظ ردود فعل جانبية لا إرادية.
كلما قلّ تدخل العقل، زادت قدرة الجسم على:
-
تنظيم الحركة.
-
تقليل الجهد غير الضروري.
-
تحسين الأداء الوظيفي.

تطبيق تمارين العضلات حسب طريقة باولا كعلاج
تُستخدم هذه الطريقة بشكل علاجي في حالات الألم المزمن وإعادة التأهيل. فعلى سبيل المثال، يمكن تخفيف الألم من خلال تنشيط مناطق بعيدة عن مركز الألم، مثل الضغط على كف القدم أو اليد، مما يُحفّز الجهاز العصبي على تعديل الاستجابة الحسية.
بعض الممارسين قد يلاحظون:
-
حركات لا إرادية في الأطراف.
-
تمددات تلقائية في العضلات.
-
شعور بالراحة بعد التمرين.
كل هذه الاستجابات تُعد طبيعية ومطلوبة ضمن هذا الأسلوب.
شاهد ايضاً : كمال الأجسام والصيام في رمضان
تمارين باولا وآلام الرقبة والظهر
من خلال لمس مناطق معينة، مثل التجويف بين الرأس والعنق، والسماح للجسم بالحركة التلقائية، يمكن:
-
تخفيف آلام الرقبة.
-
تقليل التشنج في الظهر العلوي.
-
تحسين تدفق الإحساس العصبي في العمود الفقري.
كما أن تحريك كفتي اليدين بحركات دائرية بسيطة قد يُخفف من آلام اليدين والكتفين.
تأثير طريقة باولا على الجهاز الهضمي
تلعب العضلات الدائرية دورًا أساسيًا في صحة الجهاز الهضمي. حيث أن تشغيل عضلات الوجه أو الفكين بشكل غير مباشر قد يُحفّز:
-
تحسّن حركة الأمعاء.
-
تقليل اضطرابات الهضم.
-
تحسين وظيفة المصرة الشرجية.
ويُعد هذا الترابط من أبرز ما يميز تمارين العضلات حسب طريقة باولا عن غيرها من الأساليب العلاجية.
تمارين باولا للأطفال وإعادة التأهيل
عند تطبيق طريقة باولا مع الأطفال، يتم تحويل التمارين إلى ألعاب حركية تتناسب مع أعمارهم واستجابتهم العاطفية. وغالبًا ما تظهر تحسّنات واضحة في حالات:
-
ضعف التحكم.
-
تأخر الإحساس الجسدي.
-
ضعف العضلات الجزئي.
وتشير الملاحظات السريرية إلى أن العديد من هذه المشكلات ليست عاطفية بحتة، بل ناتجة عن ضعف الوعي الجسدي المبكر.
خلاصة المقال
إن تمارين العضلات حسب طريقة باولا ليست مجرد تمارين جسدية، بل هي منهج متكامل يعيد للجسم توازنه الطبيعي، ويعزز قدرته على الشفاء الذاتي. من خلال احترام استجابات الجسم، وتقليل السيطرة العقلية، يمكن تحقيق تحسّن حقيقي في الأداء الوظيفي والصحة العامة.




